تاريخ الطاقة

رجوع

البداية

منذ بدأ حياة الإنسانُ القديم لم تتغير احتياجاتُنا الرئيسية من تدفئةٍ ومواصلاتٍ وصناعة وإضاءة لكن تغيّرت طريقتُنا في تلبية هذه الحاجات من حيث مصادر الطاقة اللازمة لها. ففي البداية عمد الإنسان الى استغلال الطاقة الشمسية و حرق الأخشاب و القش من حوله من أجل التدّفئة. واُستخدم الفحم كذلك في عمليات التدفئة وفي عملية تحويل الحديد إلى فولاذ . بما يخص مجال المواصلات، فقد سخّر الإنسان بعضَ الحيوانات لمساعدته في السفر البريّ كـ الجمال والخيول. كما أعتمد الإنسان على قوة الرياح التي كانت تساعد في إبحاره للنتقل بين قارات العالم. كلا من طاقة الرياح وطاقة الماء تم تسخيرهن من أجل إنتاج الطاقة اللازمة للطواحين الهوائية والنواعير المائيّة حيث تم استخدام الطواحين من أجل طحن الحبوب، في حين اُستخدمت النواعير من أجل ضخ المياه للزراعة. ومن أجل زيادة قوة الطاقة المائية تمَّ بناء السدود لاحتجاز المياه وبالتالي إزدياد ضخّها.

نقطة التحول

إن التحول الكبير في مجال إنتاج الطاقة بدأ في منتصف القرن الثامن عشر حين تمكن العالم نيو كومين من اختراع النموذج الحديث للمحرك البخاري. ثم طور جيمس وات ذلك الإختراع وهنا حيث ابتدأت الثورة الصناعية. إن النقطةً الفارقة في الثورة الصناعية كانت عام 1880، حين تمكّن المحرك البخاري الذي يعمل على الفحم من إمداد الطاقة لأول مولّدة كهربائية في معمل توماس اديسون.

مصادر جديدة

قبل نهاية القرن التاسع عشر تمَّ الوصول إلى مصدرٍ جديد من الوقود وهو النفط. وبحلول نهاية ذلك القرن تحول النفط إلى وقود يساعد في تشغيل محركات الاحتراق الداخلي. كما أنه أصبحا أكثر سلعةً هامة جداً فيما يتعلق بالإضاءة والمصابيح وخصوصاً مع تراجع صناعة زيوت الحيتان. ومع انتشار الكهرباء تغيّر استخدامنا للطاقة بشكلٍ عظيم. وأصبحت معامل الطاقة أكبر وأكبر إلى أن تمَّ بناء سدود توليد كهرباء عديدة وتم إمداد توصيلات الطاقة بين المدن وإيصال الكهرباء إلى المناطق الريفية.

الكهرباء الحديثة

مع حلول 1950 تمَّ استخدام الانبعاثات النووية في توليد الكهرباء لأول مرة، ولكنَّ الطلب على الطاقة النووية لم يتزايد كغيرها من المصادر نظراً لتكلفة إنتاجها وخطورتها. تزايد إنتاج النفط بين 1880 و1990 حوالي 300 مرة و تضاعف إنتاج الغاز بنفس الفترة حوالي 1000 مرة. ومع تزايُد احتياجات البشرية وتعقُّدها وبالإضافة إلى تزايد مشاكل التلوث البيئي والاحتباس الحراري والغازات الدفيئة الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري وغير ذلك من المخاوف العديدة من عدم إمكانية الحصول على كفايتنا من مصادر الطاقة المتبقية؛ يحاول العلماءُ جاهدين في أيامنا هذه الوصولَ إلى مصادر أخرى وتطبيق استثمارها في المستقبل القريب.